في لقاء خاص وحصري..
"المرشد العام للإخوان المسلمين" يجيب على استفسارات أعضاء "الملتقى"
مع وتيرة الأحداث المتسارعة الأخيرة على الساحة برزت في الأفق كثيراً من التساؤلات حول الإخوان المسلمين وتوجهاتهم وردود أفعالهم تجاه الأحداث والأزمات التي على الساحة وكان لصفحات الملتقى منها نصيب.
وحرصاً من إدارة الملتقى على أن تكون حواراتنا ومناقشاتنا فعالة تؤتي ثمارها فقد بادرت إدارة الملتقى لتنسيق لقاء مع فضيلة المرشد العام للإخوان المسلمين الأستاذ محمد مهدي عاكف للرد على تساؤلات واستفسارات أعضاء الملتقى وبعض المنتديات الأخرى.
دَعوْناهُ فابتسم موافِقاً.. المُلتقى يُرحّب بالمُرشد العام للإخوان المسلمين في إجاباته على استفسارات الأعضاء..
المرشد:
** إنشاء بيت مسلم هو مسمار في نعش الفساد والانحلال الموجود في المجتمع
** الإخوان في مصر قدّموا 1200 معتقل نصرة لغزة
** محاصرة مصر لحرية الشعب الفلسطيني إجرام ونكوص من كل التقاليد العالمية والمحلية بل والإسلامية
** الصومال لغز.. والمصالحة بين الشيخ شريف والحكومة مفاجأة
** الصراع في الجزائر مرفوض شكلاً وموضوعاً
** من لا يستطيع أن يكون جندياً لا يصلح أن يكون قائداً
وإليكم نص اللقاء:
* يعتبر البعض أن حماس قد نجحت في الوصول إلى مرحلة الدولة، بينما الإخوان في مصر لا زالوا في نفس دائرة الصراع مع النظام المصري، فما رأيكم؟
- كل ما حدث في فلسطين وكل ما قامت به حماس لإنقاذ الشعب الفلسطيني وتحقيق الأهداف الفلسطينية والحقوق الفلسطينية قام بناء على تلاحم الإخوان المسلمين في فلسطين وفرعهم حماس، وهذا هو ما يهمني أن كل ما يدور في داخل الجماعة أو الهيئة في فلسطين يقوم على أساس من الشورى والفهم كل بطريقته واجتهاداته، وصلوا فيها لمرحلة الحكم ليس بجهدهم فقط ولكن لشيوع الحرية والديمقراطية في هذا البلد، وفي هذا الوقت بالذات الذي مكنهم من وجود انتخابات حرة أظهرت روح ورأي الشعب، لذلك عندما هنأتُ حماس وأبو مازن هنأتهم لهذا الجو الحر الذي حُرمت منه معظم الدول العربية والإسلامية، وعلى رأسها مصر.
نفس الأمر في تركيا لما نجح حزب العدالة في تركيا وسألوني قلت لهم أهنأ الشعب التركي على تلك الحرية، وأهنأ حزب العدالة فوزه بثقة الناس فيه، أما هنا في مصر وغير مصر من البلاد الاستبدادية الفاسدة التي تحارب الإخوان بلا حياء ولا أدب فمن الصعب أن نصل للحكم وهو ليس ببعيد، ولكن الحكم حينما يرفعني الشعب إلى سدة الحكم كما رفع حماس إليه، حينما نصل لتلك المرحلة سوف نحكم ومهمتنا الأولى ليست الحكم ولكن إنقاذ الشعب المصري من هذا التردي والانهيار والتخلف الذي تتكالب الدنيا كلها لكي تخرجه من المعادلة الإسلامية التي هي معادلة راقية جداً في أخلاقها وتقدمها وحريتها وعظمتها، فتكالبت كل الجهود سواء من حكومات أمريكا أو اتحاد أوربي أو صهاينة لكي نظل في هذا التخلف والانهيار، ويفعلون المستحيل لكي تنهار أخلاق الشعب المصري، ولولا هذا الإيمان العميق في نفوس أبناء مصر، ووجود الإيمان، ووجود الإخوان المسلمين بمنهجها الراقي الذي تعمل ليل نهار لإنقاذ هذا الشعب وشبابه من التردي والانحلال والمخدرات لكان شأن مصر اليوم لا شيء، وهذا دور الإخوان المسلمين فلا يهمني أن أحكم ولكن يهمني أن أحمي هذا الشعب من أي هجمة سواء أمريكية أو صهيونية.
* يتساءل البعض عن ضعف الموقف لجماعة الإخوان المسلمين تجاه أحداث غزة، فلماذا لم يكن لكم موقف قوي تجاه ما جرى هناك؟
- الحقيقة أنه لولا الإخوان ما كان هناك أي حراك في مصر لدعم غزة، ولولا الإخوان لما كانت تلك المظاهرات العالمية التي جرت على مستوى العالم لدعم غزة وللعمل ضد الصهاينة، فالإخوان كان لهم أثر بالغ، صحيح أننا لم نستطع أن نقوم بمظاهرة مليونية، وهذا سهل عندنا، ولكن كانت عدد المظاهرات التي ظهرت في مصر في القاهرة والأقاليم والقرى أكبر دليل على وعي الإخوان ووعي الشعب المصري في دعم غزة، لذلك كان لنا 1200 معتقل من أجل مناصرة غزة، فهل رأيتم اعتقالات تتم بسبب مناصرة أهل غزة؟! بل لا يستحون من أن يتم تحويلهم للنيابة بسبب مناصرة غزة، والحقيقة أنا مطمئن لما تمّ من مناصرة لغزة والشعب الفلسطيني كله، وشخصياً لا أخرج إلى المظاهرات، ولكني خرجت مناصرة لغزة، وليست المظاهرات هي الشيء الوحيد الذي نناصر به أهلنا في غزة ولكنها تعبير شعبي قوي لكي نخرج مصر من هذا الوهن الذي أصابها لكي لا تكون جثة هامدة فكانت مظاهراتنا دفاعاً عن مصر أكثر منها دفاعاً عن غزة.
* بعد انتصار المقاومة في غزة، هل لهذا الانتصار تأثير بحسب نظرتكم في وضع الإخوان بمصر أو في العالم العربي؟
- لا، فالإخوان في مصر مضطهدون قبل أن تصبح حماس حاكمة، فجماعة الإخوان في مصر مضطهدة من النظام. فالنظام حينما يتعامل مع الإخوان بهذا الأسلوب الحقير والذي لا حياء فيه ولا احترام لحقوق إنسان أو قانون هو استجابة للصهاينة، فهل رأيتم من قبل نظاماً يرسل لجماعة بهذا الضخامة والتجذر والتواجد في مصر والعالم العربي كله يقولون: هانكسّر عظامكم؟! نظام يبعث لجماعة محترمة لا تجد رجال كرجالها أو نساء كنسائها أو شباب كشبابها ليقولوا لهم سوف نكسّر عظامكم؟؟ هذا هو أسلوبهم معنا وهو أسلوب مرفوض ولا نملك من الرفض إلا أن نقول: (لا، مرفوض).
* كانت الهجمة شرسة على حركة (حماس) عند توليها الحكم في فلسطين وصلت إلى حد الاقتتال مع فصائل أخرى، فهل إخوان مصر على استعداد لمواجهة مثل ما واجهت حماس إذا قُدّر لها النجاح في الانتخابات في مصر؟
- مصر وضع يختلف تماماً عن وضع فلسطين، فمصر شيء وفلسطين شيء آخر، فقد كان سبب هذا الاقتتال مجموعة من الفلسطينيين الذين رموا أنفسهم في أحضان الصهاينة والأمريكان وأخذوا تعليماتهم منهم، فلما حصلت انتخابات ونجحت حماس فيها بجدارة وبديمقراطية لم يستطع هؤلاء العملاء أن يتقبلوا هذا بسهولة، ليس لشيء إلا أن أسيادهم رفضوا هذا الأمر، فهل رأيتم أحد يصل إلى الحكم بعد إجراء انتخابات ديمقراطية ونزيهة وحرة باعتراف الجميع ثم بعد ذلك يتم محاصرتهم؟؟ لماذا؟! ولم يكن المحاصِر أمريكا أو الصهاينة، ولكن الحصار كان عربياً من الدول العربية وعلى رأسهم مصر التي تحاصر حرية الشعب الفلسطيني واختياره، أليس هذا بإجرام ونكوص من كل التقاليد العالمية والمحلية بل والإسلامية؟! على أي حال هم انتخبوا وانتصروا ونجحوا وكان النصر المبين لهم في هذا الأمر.
* يستفسر البعض عن صوت الإخوان فيما يتعلق بمعاناة المواطن اليومية من غلاء أسعار وبطالة وفقر وانتشار للأمراض فلماذا لا يتظاهر الإخوان مثلاً إلا من أجل فلسطين وقضايا المسلمين الخارجية؟
نحن ندعم كل من يتظاهر من أجل حقوقه ونؤيدهم في حقوقهم المشروعة وكل فئة من الفئات لهم كل الحقوق في التظاهر من أجل حقهم. والإخوان المسلمين متواجدون مع كل الفئات في الشعب المصري ولسنا ببعيدين عنهم وعن المظاهرات التي يقوم بها فئات الشعب لمحاربة الغلاء أو القضايا التي تهم أبناء هذا البلد، والإخوان المسلمون موجودون في هذه المجالات مع الجميع.