شباب بيحب الخير
السلام عليكم أخي الشاب ، أختي الشابة
شارك معنا وساهم وكن من شباب الخير
لذلك نرجوا منك المبادرة للتسجيل
وشكرا،،،،، مع تحيات الإدارة
شباب بيحب الخير
السلام عليكم أخي الشاب ، أختي الشابة
شارك معنا وساهم وكن من شباب الخير
لذلك نرجوا منك المبادرة للتسجيل
وشكرا،،،،، مع تحيات الإدارة
شباب بيحب الخير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شباب بيحب الخير

شباب بينتج بس للخير،،، وبيعمل بس لله،،، وبيضحي بس للدين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الحوار من مبدأ حسم الصراع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
EGYSTAR

EGYSTAR


عدد المساهمات : 7
نقاط : 21
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 09/04/2009

الحوار من مبدأ حسم الصراع Empty
مُساهمةموضوع: الحوار من مبدأ حسم الصراع   الحوار من مبدأ حسم الصراع I_icon_minitimeالأحد أبريل 12, 2009 4:18 pm

<table style="WIDTH: 100%"><tr><td style="WIDTH: 100%">
</TD></TR></TABLE>
د. أحمد الزهراني




إشكالية الحوار وكل الجدل القائم حوله الآن بين مؤيد ومعارض ومتوجس ومتفائل ومتشجع ومتردّد سببها من أمرين:

الأوّل: الاختلاف في فهم مقاصد الحوار وآليّاته، ومن ثمّ الحكم على كلّ حالة بما يناسبها.

الثّاني: الاختلاف حول الغاية والحد الّذي ينتهي إليه الحوار، ومن ثمّ اتخاذ قرار البدء فيه أو قرار إيقافه بعد ذلك.

وضمن هذين الأمرين تفصيلات كثيرة وجزئيات أجدها أحياناً بالغة التعقيد، وأكثر ما يجعلها كذلك غياب الطرف القويّ؛ فالحقيقة أنّ النديّة بين المتحاورين إيجابية من حيث ضمان إتاحة الفرصة لكل طرف لبيان فكرته بوضوح، إلاّ أنّها سلبية من حيث افتقاد الطرف الّذي يستطيع إيقاف عجلة الحوار في الوقت المناسب؛ لأنّه أحياناً يتحول الحوار إلى ملاذ ومهرب من العمل والبناء، وحينها يصبح بيزنطياً كما يُقال.

بطبيعة الحال للحوار مساحاته ومستوياته، ويهمني هنا أن أشير إلى الحوار بين الإسلاميين، وبين المنتمين لأهل السنة على وجه الخصوص؛ إذ المشاهد والمحسوس أنّ هناك أزمة حوار، هذا لا مفر من الإقرار به، والفشل في الحوار مع الأقرب هو قاعدة الفشل في الحوار مع الأبعد؛ لأنّ الحوار وتبادل البراهين والحجج يكون أجدى وأنفع وأوضح كلّما زادت مساحة المشترك بين المتحاورين، فإذا فشل الإنسان في الحوار مع من يعيش معهم في مساحات واسعة من المشترك المعرفي أو الإنساني أو الديني أو السياسي ففشله مع من تضيق تلك المساحة به وبهم أحرى وأولى.

يمكن لكل شخص أن يلحظ الإقصاء والأحادية، وضيق العطن والحسد والاستعلاء على الآخرين كعوامل لفشل الحوار في المساحة السلفيّة، هذا معلوم تحدّث فيه الكثيرون سواءٌ من الأصدقاء أو من (الإخوة) الأعداء!

غير أنّ عاملاً هنا قد يخفى على البعض، وإن كان واضحاً جلياً في أدبيات السلف.

فالواضح من سلوك الكثيرين من متقلدي الحوار مع الأطراف المخالفة الانطلاق في الحوار من مبدأ حسم الصراع.

بمعنى أنّه يدخل الحوار وقد أعدّ لمحاوره ما استطاع من قوّة ومن رباط الخيل؛ ليمارس معه أقوى ما يستطيع لا من الحجج والبراهين فقط، بل أقوى ما يمكن من أساليب الإرهاب والتخويف تارة بمخالفة الإجماعات الموهومة، وتارة بمخالفة كبار العلماء، وتارة بمخالفة الأعراف السائدة، وتارة بموافقة أعداء الله من كفار ومنافقين. . إلى غير ذلك من أساليب لا تخفى على لبيب.

بمعنى أنّ المحاور لا يريد، ولا يقبل أن يفتح حواراً دون أن يصل فيه إلى نقطة الحسم الّتي هي في تصوره أحد أمرين:

فإمّا استسلام الخصم واعترافه بأنّه على خطأ ورجوعه إلى الرأي الآخر.

وإمّا إفحامه وإسكاته ليسقط من نظر الجمهور.

وهنا مكمن الخطأ الّذي يتسبب في آثار سلبية للغاية، ليس أشدّها زرع البغضاء والعداوة والتنافس غير الشريف، وتحوّل الحوار إلى آلة استعلاء وتكبر في الأرض بغير الحق، وأشدّها في رأيي هو دخول الأمة أفراداً وجماعات في دهليز حوار لا نهاية له، تسبب في تضخم كتب العلم، ليصبح المتن القصير عشرات المجلدات، لا أقول في مسائل الفقه والحديث الّتي قد تحتمل مثل هذا التضخم لكثرة الصور والمسائل، بل في مسائل خبرية وعلمية وفلسفية - وأحياناً مسائل منهجية جامدة الصورة - لا يحتاجها الذكي، ولا ينتفع بها البليد، كما قال شيخ العلوم ابن تيمية رحمه الله.

وإذا تأملت في حالتنا الراهنة وجدت ذلك بيّنا بجلاء، لا تخطئه العين في مجالسنا ومنتدياتنا، وإن شئت فحاول أن تحصي المسائل الّتي طال حولها الجدل، ولم يتوقف إلى الآن، وشغلت أجيال الشباب عن البناء المعرفي لأنفسهم وغيرهم بالطواف حول نُصب من المسائل المحدودة، الّتي لا يضر الخلاف فيها، ولا يمكن أن يُحسم لطرف على آخر؛ لأنّها محتملة أصلاً.

الاختلاف موجود وسيبقى، والمخالف لك موجود وسيبقى، ولن يملك أحد أن يلغي سنّة الله في كونه، كما لا يجوز مصادرة حق شخص أن يخالف فيما له فيه مندوحة، بل حتى إن خالف فيما يضيق فيه الخلاف يبقى الأمر واسعاً يحتمل، ويبقى للجميع حق توضيح الفكرة، لا على مبدأ حسم الصراع والخلاف، وإنّما على مبدأ (إن عليك إلاّ البلاغ)، وكما قال الحسن البصري رضي الله عنه: "المؤمن يداري، ولا يماري، ينشر حكمة الله، فإن قُبلت حَمِد الله، وإن رُدّت حَمِد الله"، وفي رواية: "الحكيم لا يماري ولا يداري في حكمته أن ينشرها، إن قُبلت حَمِدَ الله، وإن رُدّت حَمِد الله".

وكلنا يعرف الواقعة المشهورة حين قال النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- للصحابة: "لا يُصلّينّ أحدكم العصر إلاّ في بني قريظة"، ومن ثم اختلف الصحابة في الطريق بين من أصر على الاستمرار في المسير حتى لم يصلِّ العصر إلاّ في بني قريظة بعد غروب الشمس، وبين من فهم الكلام على أنّه حث على الاستعجال فصلّى في الطريق.

وشاهدي من القصة أنّ المختلفين من الصحابة لم يدخلوا في جدل وحوار بهدف حسم الخلاف، بل اختلفوا ومضوا؛ فلا هؤلاء منعوا الآخرين وحجروا عليهم مواصلة السير وتأخير الصلاة، ولا أولئك منعوا الأولين من الصلاة وحجروا عليهم التوقف لأدائها، بل بيّن كلّ من الفريقين موقفه من القضية محل الخلاف، وتصرف وفق رؤيته.

أنا لا أشكّ لحظة أن لو أنّ الجميع اتفق على فهم واحد لكلامه صلّى الله عليه وسلّم أنّه خير وأفضل، لكن ما دام الخلاف في الفهم والتأويل حصل، فإنّ التعامل مع هذا الخلاف بهذه الصورة الراقية جداً - حتى إنّك لا تجد كلاماً حول أزمة نشبت بين الفريقين بسببها - أقول: هذا التعامل مهما قيل عن وجود مفسدة ما من حيث وجود الخطأ ودفاع القائلين به عنه فإنّه أقلّ مفسدة من إشغال الأمّة كلّها به؛ طلباً للوصول إلى نقطة الحسم لأنّها شبه مستحيل.

ولأنّه إذا تردّد الأمر بين أن يضل فريق من الأمّة، وينشغل الفريق الآخر بالصواب والبناء عليه ونشره، وبين أن ينشغل الجميع برد الباطل وحسم الخلاف عن البناء ونشر الخير؛ فالأوّل أولى بلا شكّ.

والمراد أن لا نتوقف عند كل خلاف لحسمه وإنهائه وكأننا في معركة، بل نختلف ونبين رأينا ووجه الصواب فيه، ورأي مخالفنا ووجه الخطأ فيه، ثمّ نمضي ونكل النيات، وما يصير إليه الناس إلى الله تعالى، والله أعلم بالصواب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الحوار من مبدأ حسم الصراع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شباب بيحب الخير :: الملتقى الإسلامي :: ملتقى الفقه والمذاهب المعاصرة-
انتقل الى: