أبومالك المدير العام
الابراج : عدد المساهمات : 132 نقاط : 368 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 09/04/2009 العمر : 36 الموقع : www.islamonlile.net
| موضوع: ضياع الحقوق بن الإفراط والتفريط الخميس أبريل 09, 2009 7:46 pm | |
| ضياع الحقوق بن الإفراط والتفريط
دكتور محمد جمال حشمت - g.hishmat@gmail.com 2009-04-06
لاشك أنه من الآفات التى تصيب الأمم والأفراد ( الإفراط والتفريط) وكلاهما ظلم للنفس وللأخرين وقد حذرنا الاسلام من كليهما قال الله تعالي (( وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ )) كما قال الله عز وجل((كُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ ))
وكل ما نعانيه فى حياتنا الشخصية والعامة إنما منشأه إما الإفراط أو التفريط وتفكروا قليلا فى كل ما يمر بنا من أحداث تجدوا أن التطرف وعدم التوسط هو السبب فيما نعانيه :
الأنانية و حب الذات والدفاع عنها بكل وسيلة ممكنة بعيدا عن حلها أو حرمتها
فساد الذمم وقبول الرشاوى لمنح الحقوق لغير أصحابها
الظلم وإيذاء الأبرياء والتعسف فى استعمال السلطة أيا كان حجمها
الخوف من كلمة الحق والجهر بها وترك النصيحة والجبن عن مواجهة الظالم
التهاون فى أداء التكاليف إهمالا أو عجزا بعيدا عن الاتقان الواجب فى كل عمل
إستشراء الفساد وإدارته من قبل الدولة بل وحماية أصحابه أحيانا من الحساب والعقاب
غياب العدالة واحترام القانون من نفوس الأفراد والمؤسسات مما غيب الأمان والاستقرار الحقيقى
غياب الحوار وتفرد استعمال العنف بين الأفراد ومن جهة الدولة تجاه أبنائها
خسارة الموقف المصرى لعلاقاته الخارجية لاستسلامه وتبعيته للأجانب ممن يحمون استمراه
ولاشك أن النقطة الأخيرة فى تقييم العلاقات بقوى الداخل والخارج إنما تمثل المنهج الأمثل فى مواقف النظام بين التفريط والإفراط ! فمن غير المفهوم كيف تحوذ القوى الصهيونية التى تحتل فلسطين ثقة وود النظام الحاكم فى مصر بينما لا تمنح الفرصة لحوار مع أبناء الوطن من القوى الوطنية مهما كان عمق الخلافات الداخلية فغير متصور – لكنه واقع- أن أولمرت وليفنى وباراك ومن قبلهم بيريز وشارون أقرب لنظام الحكم فى مصر من أبناء مصر من الإخوان المسلمين والقوميين واليساريين وغيرهم من القضاة وأساتذة الجامعات والأطباء والعمال والموظفين ممن يحرموا من حقوقهم الطبيعية فى بلدهم لأنه لاحوار معهم !!
الإفراط هو الذى يتسبب فى تحويل مصر الى ثكنة عسكرية لا أحد يخرج أو يدخل أو يعمل أو يرشح أو يترقى أو يضيف أو يستضيف إلا بأوامر أمنية فى أغلب الأحوال غير مبررة تحت مسمى "دواعى أمنية" وهو ما يخيف لأن هذا السجن الكبير لا تحركه مصالح وطن – كنا نتحمل وقتها – بل رؤى وتصورات شخصية أبدع المستشار طارق البشرى عندما وصفها بشخصنة النظام مما يجعل الأهواء هى المحرك الرئيسى لكل الأمور داخل سجن الوطن الكبير وهو إفراط يجب أن يقف عند حده لولا التفريط من جانب شعب وأمة تعددت أولويات جموعه بين نخب تعيش تحت ظل أى نظام فاسد وأحرار لايقبلون الضيم لكنهم وحدهم فى الميدان وأخيرا جموع شعب لا تشغله سوى لقمة العيش التى لا تصل اليه وإن وصلت فهى مغموسة بالذل والعار منا وأذى ! هذا التفريط فى الحقوق من مجموع الشعب المصرى فى مواجهة إفراط فى استعمال السلطة والعنف من جانب دولة توقن أنها لاشرعية لها لا شعبية ولا قانونية مما يدفعها الى اتهام كل من يعاديها بعدم الشرعية فى محاولة متكررة لإحتكار التحدث باسم شعب يرفض الحياة تحت ظلها حتى ازدادت أعداد المنتحرين والمهاجرين والمكتئبين فى ظاهرة غير مسبوقة تمر بمصر !
فإذا كنا نطالب الدولة بوقف إفراطها علينا نحن الشعب فواجب علينا أن نناشد أنفسنا أن كفوا عن التفريط فى حقوقكم "فسيد الشهداء حمزة ورجل قام الى حاكم ظالم فأمره ونهاه فقتله" | |
|